الساعة 00:00 م
السبت 19 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

"نتنياهو" والمفاوضات بشأن حرب غزة.. "لعبة تضييع الوقت"

ضحكة في وجه الحرب.. صانعو المحتوى في غزة يروّضون أوجاعهم بالفكاهة

ستة نعوش.. وقلب أبٍ لا يتّسع للفقد.. رصد تفاعل مؤثر عبر مواقع التواصل الاجتماعي

بالفيديو المسعفون .. أهداف مستباحة في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة 

حجم الخط
مسعفون.JPG
رفح- تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء:

ينتاب المسعف الفلسطيني باسل موسى شعور متواصل بالحزن والآسى مع استمرار تعرض أقرانه المسعفين للقتل والاعتقال والتعذيب من جيش الاحتلال الاسرائيلي خلال حربة المتواصل على قطاع غزة للشهر الثامن تواليا.

ودفن مسعفون اثنين من زملائهم -اليوم الخميس- بعد أن استشهدا في غارة إسرائيلية استهدفتهما أثناء تلبية نداء استغاثة غرب رفح مساء أمس الأربعاء.

استهداف مباشر

يقول سمير -ويشغل منصب مدير مركز اسعاف رفح التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني-: "عند العاشرة مساء وصلنا نداء استغاثة بوجود مصابين عند مفترق ابو السعيد غرب رفح. أرسلنا ثلاث مركبات اسعاف للمكان وعند وصولها تعرضت إحدى المركبات للقصف بصاروخ إسرائيلي رغم أنها تحمل شارة الهلال الأحمر وشعارات مؤسسات الإنقاذ الدولية".

ويضيف موسى لمراسل "وكالة سند للأنباء": "كان الاستهداف من طائرات الاستطلاع الإسرائيلي مباشرا مما أدى إلى استشهاد ضابط اسعاف سهيل حسونة وهيثم طباسي". 

وبقي جثمانا المسعفين حسونة وطباسي حتى صباح اليوم داخل مركبة الإسعاف المدمرة مع فشل جهود الصليب الأحمر الدولي ومنظمة الصحة العالميّة للحصول على تنسيق من جيش الاحتلال الاسرائيلي لإخلائها من المكان، وفق ما أفاد المسعف موسى.

وتابع موسى بحرقة "انتظرنا الي الصباح الباكر ووجهنا مركبات اسعاف دون تنسيق، وعندما وصلنا للمكان فجعنا من هول المشهد. كانت جثتا الزميلين ممزقتان ومتفحمتان داخل بقايا مركبة الاسعاف المدمرة".

شارك موسى في نقل جثماني زميليه إلى المستشفى ثم إلى مساكن ذويهما لإلقاء نظرة الوداع عليهما قبل دفن جثمانيهما في خان يونس ورفح حيث تقيم عائليتهما".

مراسم دفن سريعة

وفي مقبرة القرية السويدية الواقعه عند نقطة الحدود الساحلية بين غزة ومصر، دفن جثمان هيثم طباسي خلال بضع دقائق وغادر أقاربه وزملاؤه على الفور. 

وطلب شقيق طباسي من المعزين عقب إتمام مراسم الدفن بمغادرة المكان وقال: " كما تعلمون هنا المكان خطير. يجب أن تغادروا بلاش يصير لا سمح الله مكروه لكم، في إشارة للقصف الاسرائيلي المتواصل على المدينة.

غادر المسعف موسى وزملاءه على متن سبع مركبات إسعاف المكان وجميعهم بدت على ملامحهم والحزن والأسى مع توديع زملاء جدد وسط حرب الإبادة الاسرائيلية التي لا تتوقف.

قذائف تلاحق النازحين

ويواصل سكان ساحل رفح والنازحون خصوصا في القرية السويدية ومنطقة العزبة الهرب من وابل القذائف والصواريخ الاسرائيلية التي تنهمر على المدينة الحدودية منذ السادس من الشهر الجاري.

ورفح البالغ مساحتها 55 كيلو متر مربعًا، وتمتلك حدودا بريه مع مصر تبلغ 14 كم، كانت تأوي أكثر من 1.5 مليون نازح قبل الهجوم الإسرائيلي على المدينة، وفق بيانات الأمم المتحدة والسلطات في غزة.  

وأجبر حوالي مليون فلسطيني على النزوح قسرا من منازلهم ومراكز الإيواء والخيام التي لجؤوا إليها في رفح خلال الأسابيع الثلاثة الماضية فيما لا يزال مئات الآلاف يعيشون في جيوب متاخمة لخان يونس مثل مراج، وساحل شما غرب المدينة المطلة على البحر الأبيض المتوسط.  

واجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي، شرق ووسط مدينة رفح، وسيطر عسكريا على ٨٠ بالمئة من الشريط الحدودي مع شبة جزيرة سيناء المصرية بحسب بيانات صادرة عن الصحافة العبرية.  

وهجرت "إسرائيل" في بداية حربها قبل ثمانية أشهر مئات الآلاف من سكان غزة وشمال القطاع إلى جنوب القطاع بزعم انه "منطقة أمنه".  

ويساور المسعف موسى القلق من استمرار استهداف طواقم الإسعاف، مع تواصل ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى منهم بشكل شبه يومي، لكنه يؤكد أنه لن يتخلى إنقاذ الضحايا رغم أنهم يدفعون فاتورة حرب الابادة الاسرائيلية.

وشددت جمعية الهلال الأحمر في بيان صحفي تسلمت وكالة سند للأنباء نسخة عنه على أنّ استهداف الطواقم الطبية يمثل انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني مؤكدًا: "لم يعد مقبولا البتة السكوت عن استمرار هذا القتل الممنهج لإنسانية الإنسان وللعاملين على حمايتها".

حصيلة قاسية

وحمّلت الجمعية التي استشهد 17 من طواقمها منذ 7 أكتوبر الماضي، المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن استمرار استهداف الاحتلال المتواصل لطواقم الجمعية ومرافقها ومركبات الإسعاف التي تحمل شارة الهلال الأحمر المحمية بموجب القانون الدولي الإنساني.

واستهدفت الغارات الإسرائيلية أكثر من مرة، طواقم الإسعاف والمستشفيات، وفق بيانات  الهلال الأحمر ووزارة الصحة في غزة.

وارتفع عدد الشهداء في صفوف المسعفين منذ اندلاع الحرب على غزة في ٧ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠٢٣ وحتى ٣٠ مايو آيار الجاري إلى ٢٤ شهيدا، في حين وصل عدد شهداء جهاز الدفاع المدني إلى ٧٠ شهيدا. 

واقتحم جيش الاحتلال خلال الحرب المتواصلة للشهر الثامن معظم مستشفيات قطاع غزة ودمر ومحتوياتها وأخرجها عن الخدمة، ما تسبب في انهيار النظام الصحي في القطاع الذي يقطنه ٢.٣ مليون نسمة.

وتنتشر على ساحل بحر رفح مستشفيات ميدانية لمنظمات دولية غربية، لكن تفتقد للتجهيزات اللوجستية والإمكانيات اللازمة لمواجهة الإصابات والامراض الناجمة عن حرب الإبادة الاسرائيلية.  

وخرجت جميع المستشفيات الحكومية والمستوصفات الحكومية وحتى الدوليه عن الخدمة في رفح.

كما خرج مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وجميع نقاطة في رفح عن العمل، لكن طواقم الجمعية انتقلت للعمل في خيمة داخل المستشفى الميداني الأمريكي على ساحل بحر المدينة الحدودية. 

وعن ذلك يقول المسعف موسى "نعمل في ظروف قاسية ومروعة والجميع معرض للقتل أو الإصابة أو الاعتقال لدينا زملاء حتى الآن معتقلون في سجون الاحتلال".

ويضيف "هذا الاحتلال لم يرحم الأطفال ولا الحجر والشجر وحتى المتطوعين من حملة الجنسيات الأجنبية الأوروبية والأمريكية قصفهم وقتلهم دون رحمة".

ويأمل موسى في ان تساهم تضحيات زملائة المتواصلة في دفع المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف حرب الإبادة الجماعية وحماية المدنيين من كابوس الحرب والجوع والمرض الذي يهدد الحياة في غزة.